بسم الله الرحمن الرحيم
احساس العين بالضوء :
عندما
تغرب الشمس ويخيم الظلام يضيء الناس المصابيح ليتمكنوا من رؤية الأشياء
التي تحيط بهم، ويعرف الضوء بأنه المؤثر الخارجي ال>ي يحدث الاحساس
الضوئي.
وترى العين الضوء بسبب الإشعاعات القوية التي تصدر منه أو من
الاجسام التي تنعكس عنها الإشعاعات الضوئية. وتمر هذه الإشعاعات أولا خلال
القرنية وهي غلاف شفاف يغطي الجزء الخارجي من العين ثم يمر خلال انسان
العين وبالتالي خلال العدسة التي تقوم بتركيز الأشعة الضوئية على منطقة
خاصة من الشبكية تعرف بالبقعة الصفراء وهي مركز الرئية الواضحة.
وتحتوي
الشبكة العين على خلايا عصبية حساسة يحدث الضوء في سطحها انفعالا كيميائيا
يؤثر في الخلايا العصبية فتنبعث منها اشارات متتالية تمر خلال العصب البصري
لتنطلق في المركز البصري إلى المخ وبحدث الابصار.
المنابع الضوئية : Les sources lumineuses
تدعى الأجسام التي ينبعث منها الضوء وتضيء غيرها من الأجسام:
أجساما مضيئة أو منابع ضوئية، أما الأجسام التي ينبعث منها الضوء ولا ترى إلا إذا وقع عليها فتدعى : أجساما مضاءة ومنابع الضوء هي :
1- منابع طبيعية Naturelles : كالشمس والقمر والنجوم.
2- منابع إصطناعية Artificielles : كالمصابيح البترولية والكهرباء والشموع وغيرها.
وينتشر الضوء من منبعه بواسطة جسيمات صغيرة تنبعث منه وتنتشر على شكل خطوط مستقيمة تسمى (أشعة).
الظل:
من
المعلوم لدينا أنه إذا وقع أي جسم في مسير الأشعة المنبعثة من منبع ضوئي
معين ينشأ عن ذلك ما يعرف ب(الظل). والظل يعبر عن شكل الأجسام ويكسبها شيئا
من الحياة فتبدو بارزة فاذا وضعنا كرة غير شفافة مثلا أمام ضوء شمعة (شكل
1) لوحة (21) لشاهدنا أن الجانب الذي يسقط عليه النور يضيء ويسمى (الضوء
الساطع). أما الجانب الآخر المظلم اللذي لم يصله النور فيدعى (الظل
الحقيقي). ويظهر خيال الكرة على السطح الموضوعة عليه ويسمى هذا هذا الخيال
(الظل الساقط) وهذا الظل يطول ويقصر حسب قوانين ونظريات خاصة في علم
الفيزياء يدعى : Seiographie .
ويمكن تصنيف الأجسام الموجودة في الطبيعة إلى ثلاث زمر :
1- أجسام معتمة.
2- أجسام نصف شفافة.
3- أجسام شفافة.
الأجسام المعتمة :
ان
من الأجسام ما يحجب النور ولا يدع شيئا منه ينفذ من خلاله كالخشب والمعادن
والورق السميك فهي تمتص معظم النور الذي يقع عليها وتعكس جزءا يسيرا منه
ولذا سميت بـ (الأجسام المعتمة).
الأجسام نصف شفافة :
هي الأجسام
التي لا يظهر من ورائها المرئيات بشكل واضح كالزجاج غي ر المقصول والورق
المدهون بالزيت ومثل هذه الأجسام تنفذ قليلا من النور الذي يقع عليها بينما
تعكس كمية منه ومتص الباقي.
الأجسام الشفافة:
هي التي تسمح
للنور بالمرور من خلالها كالماء الصافي و الزجاج العادي وهي تختلف عن غيرها
من الأجسام لكونها تمتص جزءا من النور الذي يقع عليها وتعكس جزءا ضئيلا
منه. ولكنها تدع معظمه ينفذ من خلالها.
الضوء المنعكس :
يود أن
الفت نظر الطالب ونسترعي انتباهه إلى عدم الخلط بين النور الأصلي الذي يضيء
الجسم وبين الجسم المضاء الذي يعطي شيئا من النور الخفيف ويطلق عليه إسم
(الضوء المنعكس) وهو في الحقيقة عبارة عن انعكاس النور من جسم مضاء أي أنه
نور غير مباشر.
ولو وضعنا في مكان مظلم آنية فخارية شكل (5) لوحة (21)
وتركنا النور يسقط عليها من جانبها الأيمن لرأينا أن الجانب الايسر أصبح
مظلما عاتما. وإذا وضعنا خلف الآنية نحو الجانب الأيسر العاتم ورقة بيضاء
لشاهدنا لعانا قد برز على سطح الآنية في الجانب المذكور ومصدره بالطبع
الإشعاعات الضوئية المنبعثة من الورقة البضاء وهذا ما يدعى بالضوء المنعكس.
ويعتبر في فن الرسم نصف نور أو بالأحرى نور ضعيف ويمكن اعتباره أيضا حد
وسط بين النور والظلام أي نصف ظل.
سلم القيم : Echelle des valeurs
ذكر
الفنان والكاتب الفرنسي الشهير (اوجين فرومانتن) في مؤلفه ان القيم معناها
في فن الرسم كمية شدة تدرج الظل والنور من السواد إلى البياض وكمية شدة
تدرج اللون من القاتم إلى الفاتح. وقبل أن يبدأ الطالب دراسة التظليل عليه
أن يدرس أولا قيم الظل ونقصد بذلك درجات الظل من حيث الشدة والقوة والخفة.
فعندما يتمرن على هذا التدرج في سلم القيم يكون قد وصل إلى معرفة طريقة
التظليل بصورة حقيقية فنية.
وسلم القيم عبارة عن مستطيل مقسم إلى ثمانية
مستطيلات صغيرة متدرجة من الأسود القاتم إلى الأبيض الناصع، وهذا السلم
يساعد الطالب على التدرج في تظليل الأجسام لوحة (23).
التظليل :
يقوم
التظليل مقام التلوين فهو كما ذكرنا يكسب الأجسام شيئا من الحياة. وعند
البدء بتظليل أي جسم يجب على الطالب أن يتمرن على التدرج في قيم الظل وان
يالحظ ما يقع على الجسم من نور وظل حتى يتمكن من اظهار الشكل وقد ارتبطت
تفاصيله ببعضها.
وان يلاحظ اتجاه سير الضوء على الجسم وكيف ان هذا الضوء
عند سقوطه على الجسم سيضيء أحد جوانبه ويظلم الجانب الآخر وكيف ان الجسم
نفسه سيرمي ظلا على الأرض شكل (1-2-3) لوحة (23). وكيف أن الضوء اذا سقط
على جسم ما أضاء الجزء المقابل له يضعف ويتدرج هذا الضوء حتى يتلاشى نهائيا
في الجانب الآخر.أما الظل الذي يلقيه الجسم فإنه يبدو قويا وقاتما ثم
يتلاشى نهائيا بدوره تدريجيا حتى ينتهي فجأة.
ويجب أن تسير أيها الطالب
في التظليل وبخطوط تنبع محيط و استدارة كل الجسم أي طبقا لمعينات سطحه
وتكوينه. وان يبدء بالتظليل من الخفيف إلى المتوسط إلى الشديد، و ان تعتبر
بياض الورقة هو منطقة النور الساطع وليس كما يفعل البعض حين يظللون جميع
المناطق المضيئة والمظلمة معا ثم يعودون فيظهرون مناطق الضوء بمسحها
بالممحاة.
مناطق الظل والنور :
لو سلطنا النور على مكعب من الخشب شكل (2) لوحة (21) لميزنا فيه ثلاث مناطق هي :
منطقة شديدة الضوء : هي المقابلة للنور مباشرة.
منطقة متوسطة الظل : هي الواقعة بين الظل والنور.
منطقة الظل : هي المنطقة المظلمة (أدكن بقعة).
