لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
ومما يجب أن يعلم أنه لا يسوغ في العقل، ولا الدين طلب رضا المخلوقين لوجهين:
أحدهما: أن هذا غير ممكن، كما قال الشافعي : إرضاء الناس غاية لا تدرك، فعليك بالأمر الذي يصلحك فالزمه، ودع ما سواه ولا تعانه.
والثاني: أنَّا مأمورون بأن نتحرى رضا الله ورسوله، كما قال تعالى: "وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ" [التوبة: 62]، وعلينا أن نخاف الله فلا نخاف أحدًا إلا الله كما قال تعالى: " فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" [آل عمران: 175]، وقال: "فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ" [المائدة: 44]، وقال: " فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ " [النحل: 51]، "وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ " [البقرة: 41].
فعلينا
أن نخاف الله، ونتقيه في الناس، فلا نظلمهم بقلوبنا ولا جوارحنا، ونؤدي
إليهم حقوقهم بقلوبنا وجوارحنا؛ ولا نخافهم في الله فنترك ما أمر الله
ورسوله خيفة منهم.