عجبا لتلك الكلمات التى تتفوه بها الكثير من الالسنه والتى تتراقص على اثرها العديد من القلوب فى المجالات المختلفه وفى العديد من الميادين فالكل يريد ان يقنع الكل بوجهة نظره وفكرته عن الحياه التى سهر من اجلها الليالى واتعب على اثرها جفنيه لكل يتوصل اليها حتى يقنع بها غيره وقد تكون تلك الفكره او تلك النظرة للحياه لا تحمل فى طياتها جانب واحد صحيح ولكنها فكرة جالت على اغصان عقول اصحابها حتى بدت لهم وكأنها هى السبيل الوحيد لاصلاح الحياه وتغيير شئونها ونحن لا نلوم على ذلك من احد فالفكر لكل الناس مكفول ومن لا يفكر لنفسه ولغيره وللحياه لا يستحق ان ينبض قلبه ولو للحظة واحده فمفارقة الحياة بالنسبة له خير وأجل ولكننى ألوم على اصحاب العقول النيره والافهام الواعيه التى ترى الحق وتتكبر على حتى مجرد مساندته وليس اتباعه والاكبر من ذلك فانهم يحاربونه ويلومون على من يتبعه ويسير فى رحابه وبعد مطالعتى لعدد من الافكار عن النظره للحياه وكيفية اصلاحها لم اجد اعظم من نظرة الاسلام لهذه الحياه فلقد نظر هذا الدين العظيم للحياه نظرة ما اجملها بل ما اروعها وان كانت هذه النظرة فى ظاهرها لا تعجب الكثير من الناس ولكنها تذهب بك الى الحقيقة المبتغاه بعكس نظرة الكثير من الافكار التى تحدثت عن الحياه مثل العلمانيه والوثنيه التى حملت فى ظاهرها زخرفا وزينة قد تلقف بها عقول الكثيرين . فالحياة فى الاسلام حياة ممتده الى ما شاء الله . حياة فى الدنيا ، وحياة فى الاخره تمثل الخلود والبقاء ولكن يفصل بينهما مرحلة انتقاليه تسمى الموت ؛ فالحياة الدنيا فترة قد تطول بميزان بعض الناس ولكنها تقصر بميزان الله الذى خلق الدنيا لغاية حددها فى كتابه :
" تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شئ قدير . الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور "
ومن هنا تبرز لنا حقيقتان الاولى : ان هذه الحياة الدنيا دار ابتلاء وتمحيص واختيار ولها اجل مسمى ،
والحقيقة الثانيه : ان هذه الحياة الدنيا تنتهى بالموت وبعده يثاب الانسان على عمله ويوفى عليه : " فمن عمل مثقال ذرة خيرا يره . ومن عمل مثقال ذرة شرا يره " .
لذلك فنظرة الاسلام الى الحياة بانها مرحلة انتقالية يمر بها الانسان لكى يصل عن طريق قطار الموت الى الحياة الاخروية الابديه التى هى الاساس والمرد النهائى للانسان بعد طول غياب وانتظار.
كذلك فان مفهوم الحياة فى الاسلام لا يدعو الى الخمول والزهد فيها بحجة انها مرحلة انتقاليه ولكن " خذ نصيبك من الدنيا " اى تمتع بزينتها وزخرفها فى حدود طاعة الله والبعد عن معصيته - جل وعلا - فالاسلام دين عمل وليس دين خمول دائما ما تراه يدعوك الى الاخذ بالاسباب التى تعينك على خوض تجارب هذه الحياة التى يحاسبك الله على عملك فيها ان كان خيرا فخير وان كان شرا فالله غفور رحيم .
اسال الله ان يجعل حياتنا كلها فى مرضاته
اللهم امين ،،،