حفظ اللسان، هو ألاّ يتحدث الإنسان إلاّ بخير، ويبتعد عن قبيح الكلام وعن الغيبة والنّميمة والفحش وغير ذلك. والإنسان مسؤول عن كلّ لفظ يخرج مِن فمه؛ حيث يسجّله الله ويحاسبه عليه، يقول الله تعالى:{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}ق: .18
قال الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إذا أصبح ابن آدم فإنّ الأعضاء كلّها تُكَفِّر اللسان (تذل له وتخضع) تقول: اتّق الله فينا، فإنّما نحنُ بك، فإن اسْتَقَمْتَ استقمنا، وإنْ اعوَجَجْتَ اعوَجَجْنَا'' رواه الترمذي. وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''لا يستقيمُ إيمان عبد حتّى يستقيمَ قلبه، ولا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه'' رواه أحمد. فمَن أراد أن يسلَم مِن سوءات اللسان فلابُدّ له أن لا يتكلّم إلاّ لينفع بكلامه نفسه أو غيره، أو ليدفع ضُرَّا عنه أو عن غيره. وعدم المغالاة في المدح، وعدم الإسراف في الذم؛ لأنّ المغالاة في المدح نوع من التّملُّق والرِّياء، والإسراف في الذم نوع من التَّشَفِّي والانتقام. والمؤمن أكرم على الله وعلى نفسه من أن يوصف بشيء من هذا؛ لأنّ التّمادي في المدح يؤدّي بالمرء إلى الافتراء والكذب.