الشُّكر هو المجازاة على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدّم الخير والإحسان. وهو خُلقٌ لازم لأنبياء الله صلوات الله عليهم، يقول الله تعالى عن إبراهيم عليه السّلام: {إنّ إبراهيم كان أُمَّة قانتاً لله حنيفاً، ولم يك من المشركين. شاكراً لأنْعُمِه اجْتَباه وهداهُ إلى صراط مستقيم} النحل: .121-120
وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كثير الشُّكر لربّه، وقد علَّمنا أن نقول بعد كلّ صلاة: ''اللّهمّ أعنِّي على ذِكْرك وشُكْرك وحُسن عبادتك'' أخرجه أبو داود والنسائي.
وتحكي السيّدة عائشة، رضي الله عنها، أنّ الرّسول، صلّى الله عليه وسلّم، كان يقوم الليل، ويُصلّي لله ربّ العالمين حتّى تتشقّق قدماه من طول الصّلاة والقيام؛ فتقول له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟! فيرد عليها النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، قائلاً: ''أفلا أكون عبداً شَكُوراً'' متفق عليه.
وإذا تحلّى المسلم بخُلق الشُّكر والحمد لربِّه، فإنّه يضمَن بذلك المزيد من نِعم الله في الدنيا، ويفوز برضوانه وجنّاته، ويأمَن عذابه في الآخرة، قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُم لأزِيدَنَّكُم} إبراهيم: .7 قال الحسن: كلّما شكرتَ نعمة، تَجَدَّدَ لك بالشُّكر أعظم منها.